الثانوية العريقة حملت الاسم الأول للمدينة ودرّس بها فرنسيون وخرجت أطرا مهمة
تعتبر الثانوية التأهيلية كشكاط باليوسفية، واحدة من أقدم وأعرق الثانويات بالمغرب، إذ يعود تاريخ تشييدها إلى سنة 1946، من طرف المعمر الفرنسي. وتشير مصادر مهتمة بالتاريخ المحلي، إلى أن أهمية هذه المؤسسة، تكمن في أنها تختزن جزءا من تاريخ مدينة اليوسفية، وبالتالي تعتبر ذاكرة مدينة بامتياز هذه الثانوية، تحمل اليوم الاسم الأول لمدينة اليوسفية، وهو اسم كشكاط، نسبة إلى وادي كان يعبر المدينة من جنوبها، وهو اسم ذو مرجعية أمازيغية، قبل تحويله إلى “الويجانتي”، نسبة إلى أحد الفرنسيين الذي اكتشف الفوسفاط بهذه المدينة والمسمى “لويس جونتي”، ثم حملت المدينة بعد ذلك اسم السلطان محمد بن يوسف، بعد الاستقلال، وأصبح اسمها منذ ذلك الحين اليوسفية. كانت هذه الثانوية في بدايتها مؤسسة ابتدائية، تتشكل روافدها من أحياء مدينة اليوسفية وضواحيها، وكان أغلب تلامذتها في تلك الفترة من أبناء الفرنسيين، الذين استقروا بالمغرب، خلال فترة الاستعمار الفرنسي، ثم ما لبثت أن تحولت هذه المؤسسة إلى ثانوية إعدادية، قبل أن تتحول إلى ثانوية تأهيلية مع بداية السبعينات من القرن الماضي. وكان أغلب المدرسين بها من جنسيات فرنسية، كأنطوان ساليدو، الذي درس بهذه الثانوية مادة الرياضيات، حيث يعتبر أحد من أهم مدرسي هذه مادة، وصاحب نظرية في بيداغوجية التربية. “محمد.م” واحد من أبناء المنطقة الذي يتحدث بشغف كبير عن ثانوية تعتبر في نظره ذاكرة مدينة، اختزنت العديد من الأحداث التي مازالت ذاكرته تحتفظ بها، يقول “كان بعض زملائي من التلاميذ يبهرون الأساتذة الفرنسيين، بحكم مستواهم الدراسي، وكان الهم كل الهم هو التحصيل الدراسي.. كنا نعتبر أنفسنا في صراع مع الأستاذ، صراع لإثبات ذات التلميذ المغربي وتأكيد تفوقه، وهو ما جعلنا نحن التلاميذ محط تقدير من طرف الأساتذة الفرنسيين”. النتيجة نفسها، يؤكدها مصطفى أحد التلاميذ الذين درسوا بهذه الثانوية، قبل أن يعود ليدرّس بها، ويؤكد ذلك، بأن التلاميذ الذين تخرجوا من هذه المؤسسة، يحتلون اليوم مناصب مهمة، ولهم حضور في العديد من الميادين. من الأسماء التي يتذكرها مصطفى، اسم عبد القادر وساط صاحب الكلمات المسهمة، وأحمد الهيبة مدير معهد متخصص بفرنسا، ومحمد فائت أستاذ متخصص في العلوم الرياضية بإحدى الجامعات بكندا وعبد الله الشنكيطي مسؤول بمؤسسة للمعادن وامبارك أجرود رئيس مصلحة بوزارة التربية الوطنية والروائي نور الدين وحيد، وغيرهم ممن تلقوا تعليمهم بهذه الثانوية.. كما كانت الثانوية قبلة لتلاميذ العديد من المناطق المحيطة باليوسفية، كجماعات منطقة أحمرا بالإضافة إلى مناطق أخرى كالرحامنة وعبدة ودكالة، كما تشير إلى ذلك مصادر رسمية. وظلت هذه الثانوية الوحيدة بالمدينة، إلى حدود العقد الأخير، قبل إحداث ثانوية أخرى، وبعدها ثانوية تقنية. وتعتبر هذه الثانوية، محجا سنويا لمجموعة من الطلاب الفرنسيين الذين درسوا بها خلال فترة الاستعمار، يقودهم الحنين إلى هذه المؤسسة لاسترجاع ذكريات الطفولة. كما أنشأ مجموعة من الاطر التي سبق وأن درست بهذه المدينة، جمعية أطلقوا عليها اسم “جميعة أيادي المستقبل”، إذ وضعوا ضمن اهتماماتهم إصلاح هذه الثانوية والاعتناء بها، فقاموا بإصلاح وترميم مدخل المؤسسة، في خطوة تعبر عن اهتمامهم بالمؤسسة التي درسوا بها واقتسموا خلالها لحظات مهمة من تاريخ حياتهم الدراسية. ورغم %D